هيئة الأمم المتحدة للمرأة: خطة استجابة طارئة لدعم السودانيات
هيئة الأمم المتحدة للمرأة: خطة استجابة طارئة لدعم السودانيات
حذرت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في السودان، أدجاراتو فاتو ندياي، من أن الاشتباكات المسلحة الجارية حاليا في السودان تلقي بتأثير مدمر على المدنيين ولا سيما النساء اللاتي يخاطرن بالخروج من المنزل لتلبية احتياجات أسرهن وبالتالي يتعرضن للكثير من المخاطر منها احتمال فقدان حياتهن.
وقالت ندياي خلال حوار مع "أخبار الأمم المتحدة" تحدثت خلاله عن الدعم الذي تقدمه الهيئة للنساء السودانيات خلال هذه اللحظات العصيبة والمبادرات وجهود الاستجابة المحلية هناك: "منذ بداية الحرب، تتعرض نساء وفتيات السودان لخطر الاشتباكات العنيفة بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية".
وأضافت ندياي: “تقف النساء في الصفوف الأمامية لتقديم اقتصاد الرعاية، فهن يخاطرن بالخروج من المنزل لتلبية احتياجات أسرهن وبالتالي يتعرضن لمخاطر فقدان حياتهن”.
وأضافت: "المرأة فاعل أساسي في الاستجابة الإنسانية ولديها معرفة فريدة في ما يتعلق بتلبية احتياجات المرأة والفتاة. النساء بحاجة إلى ملاجئ ومساحات آمنة وأدوية وخدمات أساسية في سياق أفادت فيه منظمة الصحة العالمية بأن 61% من المستشفيات لا تعمل وأن 23% منها تعمل بأقل من طاقتها".
وتعمل هيئة الأمم المتحدة للمرأة عن كثب مع التحالفات النسائية التي أنشأت مبادرات خاصة في ولايات مختلفة للمشاركة في الاستجابة الإنسانية.
وقالت ندياي: "أنشأت هذه التحالفات منصة تسمى "سودان سلمي" ونحن نساعدهن على التنسيق ونوفر لهن الدعم المالي والتقني للتأكد من أن المنصة تعمل بكامل طاقتها.. نحن نعتمد على هذه الشبكات لدعم توصيل المساعدات مثل الطعام والأدوية".
وتابعت: "نعمل أيضا مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى لتوفير مستلزمات الكرامة للنساء والإيواء والغذاء والأدوية وكل ما يحتاج إليه الأشخاص المشردون للبقاء على قيد الحياة بكرامة".
وأضافت: "ندعم أيضا الفتيات السودانيات اللاتي يقمن بعمل مهم من خلال إنشاء تطبيقات يمكنها مساعدة النساء من خلال توفير المعلومات عن السلامة والطرق الآمنة لمن يرغبن في الانتقال من مكان لآخر.. وتوفر هذه التطبيقات معلومات حول مدى توفر الغذاء والدواء في المناطق المختلفة، لذلك نحاول العمل في جبهات مختلفة للتأكد من أننا جزء من الاستجابة".
وقالت: "نعمل أيضا عن كثب مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بالتعاون مع المجموعات النسائية بهدف إجراء تقييم جنساني بشأن الاحتياجات الإنسانية للتأكد من أن الاستجابة الإنسانية تسترشد بالمعرفة الجيدة لديناميكيات النوع الاجتماعي في المنطقة وأيضا كي نتمكن من الحصول على البيانات في هذا السياق الذي يتسم باضطراب في الخدمات".
وقالت ندياي: "نعلم جميعا أن خطر التعرض للعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي يتزايد خلال أوقات الحرب.. ونحن جميعا نتذكر الانتهاكات الجسيمة لحقوق المرأة والكم الهائل لانتهاكات العنف الجنسي التي حدثت خلال الحرب في دارفور.. ولهذا السبب دعونا المجتمع الدولي إلى أن يكون في حالة تأهب قصوى خلال هذا الصراع في السودان".
وأضافت: "حصلنا على بعض التقارير بشأن أعمال العنف القائمة على النوع الاجتماعي ونعمل عن كثب مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان لإعطاء هذه المعلومات -التي نتلقاها- ما تستحقه من الاهتمام للتأكد من أن لدينا الحقائق الصحيحة التي تستند إليها منظومة الأمم المتحدة في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الضحايا ومحاسبة المتهمين بارتكاب هذه الانتهاكات".
وقالت: “أريد أن أجدد الدعوة التي أطلقتها مديرتنا التنفيذية، سيما بحوث لجميع الأطراف للالتزام بالقانون الدولي، كما دعت المجتمع الدولي إلى ضمان محاسبة جميع مرتكبي العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي”.
ونوهت ندياي بأنه "لدى هيئة الأمم المتحدة للمرأة تاريخ طويل من الشراكة مع الحركة النسائية السودانية، ولدينا تاريخ طويل في دعم الحركة النسائية في السودان، وقد دعمت الهيئة النساء السودانيات لتأسيس حركة نسائية فعالة للغاية".
وأوضحت: "دعمت الهيئة إعادة هيكلة الحركة النسوية وتشكيل اللجان ذات الصلة، فضلا عن دعم مشاركة النساء في وضع الدستور وخلال المفاوضات التي أسفرت عن التوقيع على اتفاق جوبا للسلام".
وتابعت: "لقد دعمنا أيضا دعوة النساء للتأثير على القرار 2524 الذي أصدره مجلس الأمن في 2020 والذي تم بموجبه تشكيل بعثة الأمم المتحدة في السودان (يونيتامس)، وقد تم الاعتراف به كواحد من أكثر القرارات استجابةً للنوع الاجتماعي التي أقرها مجلس الأمن على الإطلاق".
واختتمت المسؤولة الأممية: "نعلم جميعا أن مفاوضات السلام التي تشارك فيها النساء بفعالية من المرجح أن تكون ناجحة وأكثر استدامة.. نحن شركاء للنساء لأن تفويضنا يتعلق بدعم حقوقهن والتأكد من حمايتهن وأيضا مشاركتهن في جميع عمليات صنع القرار بحيث تتم تلبية احتياجاتهن.. بالإضافة إلى كل هذا، فقد وضعت هيئة الأمم المتحدة للمرأة استجابة طارئة عاجلة وسنقوم بتنفيذها بتنسيق قوي مع النساء السودانيات".